
22 أكتوبر 2019 التقرير النهائي للجنة شهداء الثورة ومصابيها
توطئة
تــوالت الأحداث الدامية في تونس منذ النصف الثاني من شهر ديسمبر 2010، فكان لها أثر عميق في التحولات التي شهدتها البلاد لاحقا، حيث بلغت تطوراتها مستوى الزلزال وغادر على إثرها رئيس الدولة البلاد، تاركا فراغا دستوريا في الحكم، سرعان ما وقع تلافيه بانتقال السلطة في 14 جانفي 2011 وقيام وضع جديد.
وكــان من نتائج تلك الأحداث سقوط مئات التونسيين ضحايا الإستخدام المفرط للقوة ممّا حمل القوى الحقوقية في تونس إلى المطالبة بإنشاء لجنة لاستقصاء الحقائق التي اُحدثت بموجب المرسوم عدد 8 الصادر بتاريخ 17 جانفي 2011 والتي تولّت توصيف ما جدّ من أحداث وما نتج عنها خلال الفترة الممتدة من 17 ديسمبر 2010 إلى حين زوال موجبها واستكملت مهمتها بإنجاز تقرير سلّمته لرئيس الجمهورية في 2 ماي 2012.
وبـالنظر إلى المكاسب السياسية التي انفتحت آفاقها أمام البلاد بعد تلك التطوّرات، وما أفرزته من تحولات عميقة حملت التونسيين على تسميتها بــــــــــ” ثورة الحرية والكرامة ”، فقد ترتبت للضحايا استحقاقات على الدولة في إطار جبر أضرارهم المادية والمعنوية، بحيث توجّب إنشاء جهة يُعْهَـد إليها مهمة تحديد هويّة الضحايا من شهداء الثورة ومصابيها ومنح شرف الصفة لمن تثبت مشاركته في الحراك الثوري.
إقرأ المزيد