الحمد لله تعالى ورعاكم ونوّر هداكم الفضلاء الأعيان الأخيار العلماء الكمّل هداة الأمّة ومصابيح العلى أحبابنا الشيخ سي محمّد بيرم شيخ الإسلام والشيخ سي إبراهيم الرياحي باش مفتي المالكيّة  والمفتيّين الشيخ سي محمد بن الخوجة والشيخ سي محمد بن سلامة والشيخ سي أحمد اللابي والشيخ سي محمد محجوب والشيخ سي حسين البارودي والشيخ سي الشاذلي بن المؤدب والشيخ سي علي الدرويش والشيخ سي محمد الخضار والقضاة الشيخ سي محمود بن باكير والشيخ سي محمد البنا والشيخ سي محمد النيفر بباردو والشيخ سي فرج التميمي بالمحلّة، أكرمهم الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد فإنّه ثبت عندنا ثبوتا لا ريب فيه أن غالب أهل أيالتنا في هذا العصر لا يحسن ملكيّة هؤلاء السودان الذين لا يقدرون على شيء على ما في أصل صحّة ملكهم من الكلام بين العلماء إذ لم يثبت وجهه وقد أشرق بنظرهم صبح الإيمان منذ أزمان وأنّ من يملك أخاه على المنهج الشرعي الذي أوصى به سيّد المرسلين آخر عهده بالدنيا وأوّل عهده بالآخرة حتّى أنّ من شريعته التي أتى بها رحمة العالمين عتق العبد على سيّده بالإضرار وتشوف الشارع إلى الحريّة فآقتضى نظرنا والحالة هذه رفقًا بأولئك المساكين في دنياهم وبمالكيهم في آخراهم أن نمنع الناس من هذا المباح المختلف فيه والحالة هذه خشية وقوعهم في المحرّم المحقّق المجمع عليه وصدّ أضرارهم بإخوانهم الذين جعلهم الله تحت أيديهم وعندنا في ذلك مصلحة سياسيّة منها عدم إلجائهم إلى حرم ولاة غير ملتهم فعينّا عدولا بسيدي محرز وسيدي منصور والزاوية البكريّة يكتبون لكلّ من أتى مستجيرا حجّة في حكمنا له بالعتق على سيّده وترفع إلينا لنختمها وأنتم حرسكم الله إذا أتى لأحدكم المملوك مستجيرا من سيّده واتّصلت بكم نازلة في ملك على عبدٍ وجّهوا العبد إلينا وحذار من أن يتمكّن به مالكه لأنّ حرمكم يأوي من إلتجى إليه في فكّ رقبته من ملك ترجّح عدم صحّته ولا نحكم به لمدّعيه في هذ العصر واجتناب المباح خشية الوقوع في المحرّم من الشريعة لا سيّما إذا انضمّ لذلك أمر اقتضته المصلحة فيلزم حمل الناس عليه والله يهدي للّتي هي أقوم ويبشّر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أنّ لهم أجرًا كريمًا.

والسّلام من الفقير إلى ربّه عبد المشير أحمد باشا باي وفّقه الله تعالى آمين.

كُتب في محرّم الحرام سنة 1262